ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله وسيّد شباب أهل الجنّة ، ويلقّبها (بخيل الله) ، وهي (خيول يزيد) ، ويبشّرها بالجنّة ، ولكن ليس جنّة الله ، وإنّما جنّة بني أُميّة ؛ لأنّ الذين يقاتلونه هو الإمام الحسين عليهالسلام ، وهو سيّد شباب أهل جنّة الله.
وزحف جيش ابن سعد نحو معسكر الإمام بعد العصر ، والحسين عليهالسلام جالس أمام خيمته محتبٍ بسيفه ، إذ خفق برأسه على ركبتيه ، فسمعت أخته الضجّة فدنت من أخيها ، وقالت : (يا أخي ، أما تسمع الأصوات قد اقتربت؟)
فرفع الحسين عليهالسلام رأسه فقال : «إنّي رأيتُ رسول الله صلىاللهعليهوآله الساعةَ في المنامِ وهو يقولُ لي : أنّك تروح إلينا».
فلطمت أخته وجهها ، ونادت بالويل. فقال لها الحسين عليهالسلام : «ليس لكِ الويل يا أخيّة ، اسكتي رحمكِ الله».
ثمّ قال له العباس بن علي : (يا أخي ، أتاك القوم).
فنهض ثمّ قال : «يا عباس ، اركب بنفسي أنتَ يا أخي حتّى تلقاهم ، وتقول لهم : ما لكم ، وما بدا لكم؟ وتسألهم عمّا جاء بهم».
فأتاهم العباس في نحو من عشرين فارساً ، فيهم زهير بن القين وحبيبب بن مظاهر ، فقال لهم العباس : (ما بدا لكم ، وما تريدون؟).
قالوا : قد جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمة أو نناجزكم.
فقال : (فلا تعجلوا حتّى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم).
فوقفوا وقالوا : القه فأعلمه ، ثمّ القنا بما يقول لك.