أمّا القائد العسكري فإنّه أحفظ للمعلومات ، ولديه قاعدة تقول : تُعطى المعلومات بحجم المسؤوليات. أي أنّك كقائد عسكري لا تُعطي كلّ المعلومات التي بحوزتك لكلّ عناصرك فتكون قد فضحت نفسك وجندك ؛ لأنّ العدو يراقبك ، وربما يكون له عيون وجواسيس في جيشك ، فاكتم الأوامر والمعلومات الهامّة والضرورية ، وأعطِ كلّ قائد أو مرؤوس بحجم المهمّة التي تكلّفه بها ، وعدا ذلك هو مقتله بالنسبة لك.
أمّا الإمام الحسين عليهالسلام فكان عكس جميع القادة السياسيين والعسكريين على طول المدى ؛ لأنّه منذ البداية يقول : سوف نُحارب في نهضتنا ، ولكنّ نجاحنا في أن نُقتل في سبيل الله ، وهذه الحقيقة لم يدركها الكثيرون في ذاك الزمان وحتى يومنا هذا ، كيف ينجح مَنْ يُقتل؟!
لهؤلاء نقول : انظروا إلى حركة الإمام الحسين عليهالسلام ونهضته المباركة وتدبّروا ، هل نجح هو أم الذين قتلوه على بطحاء كربلاء؟!
وأمّا المعيار العسكري فإنّ النجاح يكون بتحقيق الهدف ، أو المهمّة التي كُلّفَ بها ، فإذا حقّقت مهمّتك وقُتلت فإنّك ناجح لا شك ، والإمام الحسين عليهالسلام كان الهدف من نهضته إحياء سُنّة جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله وسيرة أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام ، وبالتالي المحافظة على الدين الإسلامي الحنيف من الانحراف الأموي البغيض ، وبهذا نجح الإمام عليهالسلام أيّما نجاح ، فما زال ذكر سيّد الشهداء الحسين بن علي عليهالسلام وعاشوراء الأحرار تشكّل خطراً على كلّ المستكبرين والطّغاة في العالم أجمع.