الخليل عليهالسلام فيما أُمر بذبح ولده في المنام الصادق ، وأسلم ولده إسماعيل عليهالسلام لأمر باريه ، وتلّه للجبين ، وفداه الله بذبح عظيم. وقال ربّنا عند ذلك : (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) (١).
أُمر إبراهيم عليهالسلام بالذبح فامتثل لأمر الله بعد مشاورة ولده البارّ إسماعيل عليهالسلام ، والنتيجة نجاة الولد ، ورفعة الوالد والولد عليهماالسلام عند الله وعند الناس جميعاً بأنّهما من العظماء في تاريخ الإنسانيّة كلّها.
أمّا سيد الشهداء الحسين بن علي عليهماالسلام فإنّ الأمر مختلف تماماً ؛ لأنّه قدّم جميع أهله وأصحابه للذبح أمام عينيه الشريفتين ، فأوّل شهداء البيت العلوي كان ولده علي الأكبر عليهالسلام ، وآخرهم ولده الطفل الرضيع عبد الله ذُبح بسهم حرملة على صدره الشريف.
وبعد هذا وذاك قدّم نفسه الشريفة ودمه الطاهر قرباناً لله تعالى ، كما قالت عقيلة بني هاشم أُمّ المصائب زينب بنت علي عليهماالسلام : (اللّهمّ تقبّل هذا القربان من آل محمد).
أسألك أيّها القارئ الكريم هل سمعت بمثل هذا الصدق؟ وهل يمكن أن تُقارن بين عمل أبينا إبراهيم عليهالسلام وسيدنا أبي عبد الله الحسين عليهالسلام؟!
٦ ـ الصدق في مقامات الدين : من الصبر والشكر ، والتوكّل والحبّ ، والخوف والرجاء ، والزهد والتعظيم ، والرضى والتسليم ، وغير ذلك.
__________________
١ ـ سورة الصافات : الآية ١٠٦.