وممّا يروى عن الإمام الحسين عليهالسلام بهذا الشأن الأخلاقي قوله عليهالسلام:
«الصدق عزٌّ ، والكذبُ عجزٌ ، والسرُّ أمانةٌ ، والجوارُ قرابةٌ ، والمعونةُ صداقةٌ ، والعملُ تجربةٌ ، والخُلُقُ الحسنُ عبادةٌ ، والصمتُ زينٌ ، والشحُ فقرٌ ، والسخاءُ غنى ، والرفقُ لبٌ» (١).
فالصدق عزٌّ وفخرٌ للإنسان ؛ لأنّه يعبّر عن شموخ وأنفة ، وسلامة النفس من الأمراض الباطنيّة ، لأنّ الإنسان لا يكذب إلاّ لعلّة نفسيّة ، وخساسة داخلية يعيش فيها ، ويقع تحت وطأتها فتدفعه إلى الكذب والدجل ؛ ليريح نفسه من عقدة النقص تلك ، ولو أصلحها بالحقّ والصدق لكانت أجدى وأنفع له على كلّ حال.
وهل هناك موقف أصعب من موقف الإمام الحسين عليهالسلام من بداية حياته إلى يوم عاشوراء ، حيث شهادته المظفّرة على تراب كربلاء؟!
ويروي الإمام الصادق عليهالسلام قائلاً : «قال عليّ للحسين عليهماالسلام : يا أبا عَبدِ الله ، أُسوةٌ أنتَ قِدماً. (أي أنت أسوة يقتدى بك منذ القديم).
فقال عليهالسلام : جُعلتُ فداك ما حالي؟!
قال عليهالسلام : قد علمت ما جهلوا ، وسينتفع عالمٌ بما علم ، يا بُنيّ اسمع وأبصر من قبل أن يأتيك ، فو الذي نفسي بيده ، ليسفكنَّ بنو أُميّة دمك ، ثمّ لا يزيلونك عن دينك ، ولا يُنسونك ذكر ربّك.
فقال الإمام الحسين عليهالسلام : والذي نفسي بيده حسبي ، وأقررت بما أنزلَ
__________________
١ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ ص ٢٤٦.