ولها نورٌ ساطعٌ في
قلبكَ وقلوب أوصيائك إلى مطلع فجر القائم عليهالسلام»
.
اقرأ واستمع واعجب مسبّحاً الخالق تعالى
على هذا الأدب الجمّ ، وعلى هذه الأخلاق الفاضلة بين الوالد العظيم والولد الكريم
، ثمّ بين الاثنين وذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله.
الإمام الحسين عليهالسلام يقول لوالده عند
تلاوته للقرآن (السورة) كأنّ بها من فيك حلاوة ، أدب عظيم ، وأخلاق عالية ، وتوقير
واحترام ، فالنظر إلى وجه أمير المؤمنين عليهالسلام
عبادة ، والنظر إلى وجه الوالدين عبادة ، والنظر إلى وجه العالم عبادة ، وكلّ هذه
الصّفات النورانيّة اجتمعت بالإمام علي عليهالسلام.
والإمام عليّ وليّ الله الأعظم عليهالسلام يبادل ولده باحترام
أكبر ، وتبجيل أعظم ، حيث يناديه يابن رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ثمّ يردفه (وابني) ؛ إعظاماً للوالدة الشهيدة سيّدة نساء العالمين الزهراء عليهاالسلام ، ويعلّمه بلطف
ولين من أسرار السورة وأسباب نزولها.
إنّه لدرسٌ تربويٌ تعليميٌّ أخلاقيٌّ
رفيعٌ جدّاً ليتنا نحفظه ، ونعلّمه للآباء قبل الأبناء ، والأساتذة قبل التلاميذ ؛
ليكون لنا نبراساً ومتراساً على طول المدى.
هذه حقائق قرآنيّة ، ولطائف عرفانيّة
اقتطفناها من رياض الإمام الحسين عليهالسلام
القرآنيّة النورانيّة ، الوارفة الظلال ، البهيّة الجمال التي تميس خضرتها بغنج
ودلال ، تسبح الخالق المتعال. وقد رأيت لزاماً عليَّ أن أنقل لكم هذين الحديثين عن
توحيد الله ومعنى صفاته ؛ ليعرف المسلمون كافة كيف علّمنا
__________________