بمشيته ، ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه ، فذلكم الذي (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» (١).
وفي رواية أُخرى عنه عليهالسلام أنّه قال : «الصمد : الذي لا جوف له ، والصمد : الذي قد انتهى سؤدده ، والصمد : الذي لا يأكل ولا يشرب ، والصمد : الذي لا ينام ، والصمد : الدائم الذي لم يزل ولا يزال» (٢).
هذا عن (الصمد) ، ذاك الاسم الكريم العظيم لله سبحانه وتعالى في لطائف الإمام الحسين عليهالسلام.
وأمّا عن (القدرِ) وما جاء في هذا الباب من اللطائف القرآنية في سورة القدر المباركة ، يحدّثنا الإمام الباقر عليهالسلام عن أبيه زين العابدين عليهالسلام قوله :
«قرأ عليُّ بن أبي طالب عليهالسلام (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وعنده الحسن والحسين عليهماالسلام ، فقال له الحسين عليهالسلام : يا أبتاه ، كأنّ بها من فيك حلاوةً؟!
فقال له : يابن رسول الله وابني ، إنّي أعلمُ فيها ما لم تعلم ، إنّها لمّا نزلت بعث إليّ جدّك رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقرأها عليّ ثمّ ضرب على كتفي الأيمن وقال : يا أخي ووصيي ، ووالي أُمّتي بعدي ، وحرب أعدائي إلى يوم يبعثون ، هذه السورة لك من بعدي ، ولولدك من بعدك ، إنّ جبرائيل أخي من الملائكة حدَّث إليّ أحداث أُمّتي في سنتها ، وإنّه ليحدث ذلك إليك كأحداث النبوّة.
__________________
١ ـ توحيد الصدوق : الآية ٩٠ ، البرهان ٤ ص ٥٢٥ ، موسوعة البحار ٣ ص ٢٢٣.
٢ ـ التوحيد ص ٩٠ ، البرهان ٤ ص ٥٢٥ ، موسوعة البحار ٣ ص ٢٢٣.