ولها نورٌ ساطعٌ في قلبكَ وقلوب أوصيائك إلى مطلع فجر القائم عليهالسلام» (١).
اقرأ واستمع واعجب مسبّحاً الخالق تعالى على هذا الأدب الجمّ ، وعلى هذه الأخلاق الفاضلة بين الوالد العظيم والولد الكريم ، ثمّ بين الاثنين وذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله.
الإمام الحسين عليهالسلام يقول لوالده عند تلاوته للقرآن (السورة) كأنّ بها من فيك حلاوة ، أدب عظيم ، وأخلاق عالية ، وتوقير واحترام ، فالنظر إلى وجه أمير المؤمنين عليهالسلام عبادة ، والنظر إلى وجه الوالدين عبادة ، والنظر إلى وجه العالم عبادة ، وكلّ هذه الصّفات النورانيّة اجتمعت بالإمام علي عليهالسلام.
والإمام عليّ وليّ الله الأعظم عليهالسلام يبادل ولده باحترام أكبر ، وتبجيل أعظم ، حيث يناديه يابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمّ يردفه (وابني) ؛ إعظاماً للوالدة الشهيدة سيّدة نساء العالمين الزهراء عليهاالسلام ، ويعلّمه بلطف ولين من أسرار السورة وأسباب نزولها.
إنّه لدرسٌ تربويٌ تعليميٌّ أخلاقيٌّ رفيعٌ جدّاً ليتنا نحفظه ، ونعلّمه للآباء قبل الأبناء ، والأساتذة قبل التلاميذ ؛ ليكون لنا نبراساً ومتراساً على طول المدى.
هذه حقائق قرآنيّة ، ولطائف عرفانيّة اقتطفناها من رياض الإمام الحسين عليهالسلام القرآنيّة النورانيّة ، الوارفة الظلال ، البهيّة الجمال التي تميس خضرتها بغنج ودلال ، تسبح الخالق المتعال. وقد رأيت لزاماً عليَّ أن أنقل لكم هذين الحديثين عن توحيد الله ومعنى صفاته ؛ ليعرف المسلمون كافة كيف علّمنا
__________________
١ ـ موسوعة البحار ٧٠ : الآية ٦٠ ، موسوعة كلمات الإمام عليهالسلام ص ٥٦٧.