للأنبياء»
.
وفي حديث آخر يروى عنه وعن أبيه أمير
المؤمنين عليهماالسلام
: «القرآن
ظاهره أنيقٌ ، وباطنه عميقٌ» .
سلام الله عليك سيدي ومولاي يا أبا عبد
الله ، ما أعظمك وأجمل كلامك هذا الذي تصف فيه القرآن الحكيم ، بكلمات عذبة رقيقة
إلاّ أنّها تُعطي بحاراً من العلم القرآني لكافة البشرية!
إنّ الإمام عليهالسلام قد أعطى تقسيماً
للبشر جميعاً ، فهذا التصنيف ليس للقرآن فقط ، بل لِمَنْ يقرؤه أيضاً ، والناس على
هذه الأوجه الأربعة :
الصنف الأوّل : هم عامّة الناس الذي
يحفظون القرآن بالقراءة والتلاوة والتبرّك به في كلّ ذلك ، وليس لهم إلاّ الألفاظ
والكلمات بمعناها الظاهر ، ورسمها المتداول.
أمّا الصنف الثاني : فهم الخواصّ من
المؤمنين ، وهم كالأشعّة اللامعة ينظرون من بين الحروف ، وما وراء الكلمات ؛ لتضيء
لهم فكرة أو علماً لم يكن لغيرهم ، وهؤلاء أندر من الكبريت الأحمر في كلّ زمان
ومكان.
أمّا الصنف الثالث : فهم الأولياء من
اُولئك المؤمنين الذين جاهدوا في الله حقّ جهاده ، فهداهم وسدّدهم إلى لطائف
الكتاب العزيز.
أمّا الصنف الرابع : فهم الأنبياء
والرسل فقط ، فحقائق القرآن لهم وليس
__________________