الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي ، وذكر أنّه لا يأمن وثوبه ، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنّه لا يريد الخلاف يومه هذا ، ولست آمن أن يكون هذا أيضاً لما بعده ؛ فاكتب إليَّ برأيك في هذا ، والسّلام.
فكتب إليه معاوية :
أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك ، وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين ، فإيّاك أن تعرض للحسين في شيء ، واترك حسيناً ما تركك ، فإنّا لا نريد أن نعرض له في شيء ما وفى ببيعتنا ، ولم ينزُ على سلطاننا ، فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته ، والسّلام.
وكتب معاوية إلى الحسين بن علي عليهالسلام :
أمّا بعد ، فقد انتهت إليَّ أمور عنك إن كانت حقّاً فقد أظنّك تركتها رغبة فدعها ، ولعمر الله ، إنّ مَنْ أعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء ، وإن كان الذي بلغني باطلاً فإنّك أنت أعزل الناس لذلك ، وعظ نفسك فاذكره ، ولعهد الله أوف ؛ فإنّك متى ما تنكرني أنكرك ، ومتى ما تكدني أكدك ، فاتّقِ شقّ عصا هذه الأُمّة ، وأن يؤدّهم الله على يديك في فتنة ، فقد عرفت الناس وبلوتهم ، فانظر لنفسك ولدينك ، ولأمّة محمد صلىاللهعليهوآله ، ولا يستخفنَّك السفهاء الذين لا يعلمون.
فلمّا وصل الكتاب إلى الحسين (صلوات الله عليه) كتب إليه :
«أمّا بعد ، فقد بلغني كتابُك ، تذكرُ فيه أنّه قد بلغك عنّي أُمورٌ أنت لي عنها راغبٌ ، وأنا لغيرها عندك جديرٌ ، فإنّ الحسنات لا يهدي لها ، ولا يردُّ إليها إلاّ الله.