لا
يُبايع سرّاً ، فإذا دعوت الناس إلى البيعة دعوتنا معهم ، فكان أمراً واحداً»
.
فاقتنع الوليد منه ، ولكن مروان ابتدر
قائلاً : إن فارقك الساعة ولم يبايع لم تقدر منه على مثلها حتّى تكثر القتلى بينكم
، ولكن احبس الرجل حتّى يبايع أو تضرب عنقه.
فقال الحسين عليهالسلام : «يابن الزّرقاء ، أنت
تقتلني أم هو؟ كذبت وأثمت!».
ثمّ أقبل عليهالسلام
على الوليد ، وقال : «أيّها
الأمير ، إنّا أهل بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، بنا فتح الله
وبنا يختم ، ويزيد رجلٌ شارب الخمور ، وقاتل النفس المحرمة ، معلنٌ بالفسق ، ومثلي
لا يبايع مثله ، ولكن نصبح وتصبحون ، وننظر وتنظرون أيّنا أحقُّ بالخلافة».
وارتفعت الأصوات فيما بينهم ، وخرج
الإمام الحسين عليهالسلام
من بينهم قهراً ، فقال مروان للوليد : عصيتني ، فو الله لا يمكنك من مثلها أبداً.
قال الوليد : وبّخ غيرك يا مروان! اخترت
لي ما فيه ذهاب ديني ، أأقتلُ حسيناً إنْ قال لا أبايع ، والله لا أظنّ امرأً
يُحاسب بدم الحسين إلاّ خفيف الميزان يوم القيامة ، ولا ينظر الله إليه ولا يزكّيه
وله عذاب أليم! .
انظر واعجب من جرأة هذا الوزغ على الله
وعلى أوليائه الكرام الميامين ، وهو من أشرّ خلق الله ، يأمر بضرب عنق وقتل ابن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، الإمام في ذاك الزمان ، المفترض الطاعة والولاية على الأُمّة جمعاء ، إلاّ أنّ
عذره كان بيِّناً
__________________