وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاّ قَلِيلاً) (١).
وأحذركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان بكم ؛ فإنّه لكم عدوّ مبين ، فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم : (لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ منكم) (٢) فتلقون للسيوف ضرباً ، وللرماح ورداً ، وللعمد حطماً ، وللسهام غرضاً ، ثمّ لا يُقبل من نفسٍ إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً».
قال معاوية : حسبك يا أبا عبد الله فقد أبلغت (٣).
هل سمعت مثل هذا البيان الواضح إلاّ من جدّه وأبويه (صلوات الله عليهم جميعاً) ، إنّهم من أهل البيت الذين زقّوا العلم زقّاً ، وآتاهم الله الحكم صغاراً وكباراً.
فطاعة أهل البيت عليهمالسلام هي طاعة للرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، وبالتالي هي طاعة لله بالطول وليس بالعرض ، وآية الولاية والتصدق بالخاتم تؤكّد ذلك مع كثير من الآيات القرآنية الشريفة.
وعلينا أن نبحث عن الحقيقة ونتمسّك بها ونحافظ عليها ، لا أن نكون كمعاوية الذي لم يحفظ رسوله الكريم المصطفى صلىاللهعليهوآله في أهل بيته ، بل طغى
__________________
١ ـ سورة النساء : الآية ٨٣.
٢ ـ سورة الأنفال : الآية ٤٨.
٣ ـ الاحتجاج ٢ ص ٢٢ ـ ٢٣ ، مناقب ابن شهر آشوب ٤ ص ٦٧.