نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ)(١) [النحل : ٢٨] ، وفي مواطن لا يتساءلون الرّجعة ، [وفي موطن يتساءلون الرجعة](٢) وآخر تلك المواطن ، أن يختم على أفواههم ، وتتكلّم جوارحهم ، وهو قوله : (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً).
وقال آخرون : [قولهم](٣) : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) أي : على حسب ما توهّمنا في أنفسنا ، بل كنّا مصيبين في ظنوننا حتى تحقّقنا الآن.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً) (٤٣)
](٤) وجه اتّصال هذه الآية بما قبلها : أنه ـ تعالى ـ لما قال : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) ذكر بعد الإيمان الصّلاة التي هي رأس العبادات ، ولذلك يقتل تاركها ، ولا يسقط فرضها (٥).
قال ابن عباس : نزلت في جماعة من أكابر الصّحابة ، قبل تحريم الخمر ، كانوا يشربونها ثم يأتون المسجد للصّلاة مع النّبي صلىاللهعليهوسلم فنهوا لهذه الآية (٦).
وقال جماعة من المفسّرين (٧) : إن عبد الرّحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا ـ حين كانت الخمر مباحة ـ ودعا من أكابر الصّحابة ، فأكلوا وشربوا ، فلما ثملوا (٨) ، جاء وقت صلاة المغرب ، فقدموا أحدهم ليصلّي بهم ، فقرأ : «قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون» ، وحذف (٩) «لا» هكذا ، إلى أخر السّورة ، فأنزل الله ـ تعالى ـ هذه الآية ، فكانوا يجتنبون السّكر أوقات الصّلوات ، فإذا صلّوا العشاء ، [شربوها](١٠) ، فلا يصبحون إلا وقد ذهب عنهم السّكر ، حتى نزل تحريم الخمر على الإطلاق في سورة المائدة.
وعن عمر [بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ](١١) ؛ أنه لما بلغه ذلك قال : «اللهم إنّ الخمر تضر بالعقول والأموال ، فأنزل فيها أمرك» قال : فصبّحهم الوحي بآية المائدة.
قوله : (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ) فيه وجهان :
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) سقط في أ.
(٣) سقط في ب.
(٤) سقط في ب.
(٥) في أ : في حقها.
(٦) ينظر : تفسير الرازي ١٠ / ٨٧ وقد تقدم.
(٧) ينظر : معالم التنزيل ١ / ٤٣١ والقرطبي ٥ / ١٣١ والرازي ١٠ / ٨٧.
(٨) في أ : تخلو.
(٩) في أ : يحذف.
(١٠) سقط في ب.
(١١) سقط في أ.