قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٦ ]

263/632
*

الأصمّ (١) ، قال القاضي (٢) : وهذا بعيد ؛ لأنه تعالى حث بما ذكر على استمرار الصحبة فكيف يريد المفارقة.

وقيل : الضمير يعود على الصبر ، وإن لم يجر له ذكر.

قوله تعالى : (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (٢٠) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً)(٢١)

لما أذن في مضارة الزوجات إذا أتين بفاحشة مبينة بين في هذه الآية تحريم المضارة في غير حال الإتيان بالفاحشة ؛ وذلك لأن الرجل كان إذا مال إلى التّزوّج بامرأة أخرى ، رمى زوجته بنفسه بالفاحشة حتى يلجئها إلى الافتداء منه بما أعطاها ليصرفه في تزوج المرأة التي يريدها ، فقال تعالى (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ). قوله : (مَكانَ زَوْجٍ) ظرف منصوب بالاستبدال ، والمراد بالزوج هنا الجمع ، أي : فإن أردتم استبدال أزواج مكان أزواج وجاز ذلك [لدلالة](٣) جمع (٤) المستبدلين ، إذ لا يتوهم اشتراك المخاطبين في زوج واحد مكان زوج واحد ، ولإرادة معنى الجمع عاد الضمير من قوله (إِحْداهُنَ) على «زوج» جمعا ، [و](٥) التي نهي عن الأخذ منها في المستبدل مكانها ؛ لأنها آخذة منه بدليل قوله تعالى (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ) وهذا إنّما هو في القديمة لا في المستحدثة ، وقال : (إِحْداهُنَ) ليدل على أنه قوله (وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً)(٦) المراد منه : وآتى كل واحد منكم إحداهن أي : إحدى الأزواج [ولم يقل : «آتيتموهن قنطارا» لئلا يتوهم أن جميع المخاطبين آتوا الأزواج](٧) قنطارا ، والمراد آتى كل واحد زوجته قنطارا ، فدلّ [على](٨) لفظ «إحداهن». على أنّ الضمير في آتيتم المراد منه كل واحد واحد ، كما دلّ لفظ (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ) على أن المراد استبدال أزواج مكان أزواج فأريد بالمفرد هنا الجمع ، لدلالة (وَإِنْ أَرَدْتُمُ)(٩) ، وأريد بقوله : «وآتيتم كل واحد واحد» لدلالة إحداهن ـ وهي مفردة ـ على ذلك ، ولا يدلّ على هذا المعنى البليغ بأوجز ، ولا أفصح من هذا التركيب ، وقد تقدم معنى القنطار واشتقاقه في «آل عمران» ، والضمير في «منه» عائد على قنطار.

وقرأ ابن محيصن «آتيتم إحداهن» بوصل ألف احدى ، كما قرأ «إنها لإحدى الكبر» ، حذف الهمزة تحقيقا كقوله : [الرجز]

__________________

(١) ينظر : تفسير الرازي ١٠ / ١١.

(٢) ينظر : السابق.

(٣) سقط في ب.

(٤) في ب : جميع.

(٥) سقط في ب.

(٦) سقط في ب.

(٧) سقط في أ.

(٨) سقط في ب.

(٩) في أ : ما قبله عليه.