هي الدار أبناء الندى من حجيجها (٢) |
|
نوازل في ساحاتها وقوافلا (١) |
قواعد إسماعيل يرفع سمكها (٣) |
|
لنا كيف لا نعتدّهن معاقلا |
قرأت في أخبار مزبد (٤) أنه كان له ديك قديم الصحبة في داره ، وعرف بجواره. فأقبل الأضحى ، ووافق مزبد رقة الحال ، وخلو المنزل من كل خير وميرة. فلما أراد أن يغدو (٥) إلى المصلّى أوصى امرأته بذبح الديك ، واتخاذ طعام منه للعيد (٦) ، وخرج لشأنه (٧). فأرادت المرأة (أن) (٨) تأخذه ، وتفعل ما أمرها زوجها. فجعل الديك يصيح ويثب (٩) ، ويطير من جدار إلى جدار ، ويسقط من دار إلى دار ، حتى أسقط على هذا من الجيران لبنة ، وكسر لذلك (١٠) غضارة (١١) ، وقلب لآخر قارورة. فسألوا المرأة عن القصة في أخذها إياه. فأخبرتهم ، فقالوا جميعا : والله لا نرضى أن تبلغ (١٢) الحاجة بأبي إسحاق ما نرى (١٣) وكانوا هاشميين ،
__________________
(١) في الأصل : (الدار ابدا ... حجيجهما).
(٢) بعده في يتيمة الدهر ٣ / ٢٠٦ :
يزرنك بالآمال مثنى وموحدا |
|
ويصدرن بالأموال دثرا وحاملا |
(٣) إشارة إلى قوله تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ) البقرة : ١٢٧.
(٤) القصة في ثمار القلوب ٣٧٢ ، وذكر عبد السلام هارون في تحقيقه لهذا الاسم أن اسمه كثيرا ما يقع التحريف فيه. فيقال مزيد ، وهو مزبد المدائني من أصحاب النوادر والفكاهة. انظر : الحيوان ج ٥ / ١٨٤. وقد ذكر له الجاحظ عدة أخبار ونوادر.
انظر : الحيوان ٥ / ١٩٢ ، ١٩٣.
(٥) في الأصل : (يعدوا).
(٦) في ثمار القلوب ٣٧٢ : واتخاذ الطعام لإقامة رسم العيد.
(٧) في الأصل : (لسانه).
(٨) زيادة ليس في الأصل ، وفي ثمار القلوب : فعمدت المرأة لتمسكه فجعل يصبح ويثب من جدار إلى جدار ، ومن دار إلى دار.
(٩) في الأصل : (ويفعل .. ويثبت).
(١٠) في الأصل : (كذلك).
(١١) في الأصل : (عصارة). والغضار : الطين الحر ، والغضارة الصحفة المتخذة منه.
(١٢) في الأصل : (نبلغ).
(١٣) في الأصل : (ما يروى) وفي ثمار القلوب : إن يبلغ حال أبي إسحاق إلى ما نرى.