قال : بالمرصاد (١) يا أمير المؤمنين.
(ويقال) (٢) إن عثمان لم يفحمه أحد غير عامر هذا.
قال بعض العلماء : من شأن الله كل يوم أن يجيب داعيا ، ويعطي سائلا ، ويغني فقيرا ، ويشفي سقيما ، ويهلك جبارا عنيدا (٣) ، وذلك قوله تعالى : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (٤).
وأتي الحجاج برجل من الخوارج ، وأمر بضرب عنقه. فقال له :
إن رأيت أن تؤخرني إلى غد فافعل.
فقال : ولم؟
فأنشأ يقول :
عسى فرج يأتي به الله إنه |
|
له كل يوم في خليقته أمر |
فقال الحجاج : انتزعته من قول الله تعالى : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (٥). وأمر بتخلية سبيله.
__________________
(١) من قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) الفجر : ١٤.
(٢) ما بين القوسين زيادة من هامش المخطوط. وفي تاريخ الطبري ٥ / ٩٤ : نقل هذا الخبر في سياق حديث عن اجتماع الناس على عثمان ، وأنهم قرروا أن يرسلوا رجلا منهم يكلمه ، فأرسلوا عامر بن عبد القيس ، فأتاه فدخل عليه ، فقال له : إن ناسا من المسلمين اجتمعوا ، فنظروا في أعمالك ، فوجدوك قد ركبت أمورا عظاما فاتق الله عزوجل ، وتب إليه ، وانزع عنها. قال عثمان : انظر إلى هذا ، فإن الناس يزعمون أنه قارئ ، ثم هو يجيئني ، فيكلمني في المحقرات. فو الله ما يدري أين الله. قال عامر :
بلا والله لأدري ، إن الله بالمرصاد لك ..
(٣) أورد الطبري آراء العلماء في تفسير الآية المذكورة أعلاه ، ومعظمها تجمع على أنه سبحانه وتعالى كل يوم يجيب داعيا.
ويكشف كربا ، ويجيب مضطرا ، ويغفر ذنبا ، وكل يوم هو في شأن خلقه ، فيفرج كرب ، ذي كرب ويرفع قوما ويخفض آخرين ، وغير ذلك. انظر : جامع البيان ٢٧ / ١٣٤.
(٤) الرحمن : ٢٩.
(٥) نفسها.