وقال أبو القاسم علي بن محمد الإسكافي (١). الحمد لله المعزّ المذل ، المرشد المبطل الذي يزهق الباطل بنعمائه (٢) ، (وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) (٣)(وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٤).
وقال (٥) : الحمد لله السابغ عطاؤه ، النافذ قضاؤه ، الذي ينتقم من الظالمين (٦) (وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (٧).
فصل
في دلالة التحميد على ما يكتب من أجله
إذا كان المنشئ مبرّزا أشار في أول كلامه إلى غرضه. وهذه عادة لابن عبد كان المصري مشهورة مستحسنة. كتب في رسالة ذكر فيها استقامة الحال ، من والي الجيش وأمنه فقال :
الحمد لله مقلب القلوب (٨) ، وعلام الغيوب (٩) الجاعل بعد العسر يسرا (١٠) ، وبعد التفرق (١١) اجتماعا.
__________________
(١) أبو القاسم الإسكافي ، أديب بليغ قيل : بأنه لسان خراسان وغرتها ، وواحدها وأوحدها في الكتابة والبلاغة. انظر يتيمة الدهر ٤ / ٩٥.
(٢) في الأصل : (بنعماته).
(٣) من قوله تعالى في سورة يونس : ٨٢.
(٤) من قوله تعالى : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) التوبة : ٣٣.
(٥) في الأصل : (وقال .. وله الحمد لله).
(٦) إشارة إلى قوله تعالى : (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) السجدة : ٢٢ وقوله تعالى : (فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) الروم : ٤٧.
(٧) من سورة الأنعام : ١٤٧.
(٨) من قوله تعالى : (يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) النور : ٣٧.
(٩) من قوله تعالى : (قالُوا لا عِلْمَ لَنا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) المائدة : ١٠٩.
(١٠) من سورة الطلاق : ٧ (سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً).
(١١) في الأصل : (تفرق).