فصل
في أن الله أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا
يقال : إن أحسن ما حفظ من كلام السفاح قوله من خطبة (١) له :
الحمد لله الذي اصطفى الإسلام دينا لنفسه ، فكرّمه (٢) ، وشرّفه ، وعظّمه ، واختاره له ، وأيّده (٣) ، وجعلنا (٤) أهله ، وكهفه ، وحصنه والقوّام به ، والذائدين عنه ، والناصرين له.
وألزمنا كلمة التقوى ، وجعلنا أحقّ بها وأهلها. وخصّنا برحم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقرابته وأنشأنا من شجرته (٥) ، واشتقّنا من نبعته (٦) ، وجعله من أنفسنا (٧) ، فوضعنا من الإسلام وأهله بالمنزل الرفيع (٨) ، وذكرنا في كتابه المنزل على نبيه المرسل فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٩).
ومن كتاب لابن أبي البغل (١٠) في تطهير أولاد المقتدر :
__________________
(١) الخطبة في تاريخ الطبري حوادث سنة ١٣٢.
(٢) في الطبري : (تكرمة).
(٣) في الطبري : (وايده بنا).
(٤) في تاريخ الطبري : (وجعلنا أحق بها وأهلها وخصنا برحم رسول الله).
(٥) في تاريخ الطبري : (وأنشأنا من آبائه وأنبتنا في شجرته).
(٦) في الأصل : (نعمته).
(٧) في الطبري : (جعله من أنفسنا عزيزا ، ما عنتنا ، حريصا علينا بالمؤمنين رؤوف رحيم).
(٨) في الطبري : (بالموضع الرفيع وأنزل على أهل الإسلام كتابا يتلى عليهم. فقال عزّ من قائل فيما أنزل من محكم كتابه).
(٩) الأحزاب : ٣٣ وبعدها في الطبري وقال : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) وقال : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى) وقال : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) فأعلمهم جلّ ثناؤه فضلنا ، وأوجب عليهم حقنا ومودتنا ، وأجزل من الفيء والغنيمة نصيبا تكرمة لنا ، وفضلا علينا ، والله ذو الفضل العظيم .. ولها تكملة طويلة فلتراجع.
(١٠) ابن أبي البغل اسمه محمد بن يحيى بن أبي البغل ، يكنى أبا الحسن استدعي من أصفهان وكان يلي الوزارة في أيام المقتدر ، وكان بليغا مترسلا وشاعرا ، وله ديوان رسائل. انظر الفهرس : ٢٠٣ ، الوزراء للصابي : ١٨٥ ، ١٨٦ ، ٢٨٥ ، ٢٩٢ ، ٢٩٤.