فصل
في الشفاء ، من عند الله تعالى
قيل لسفيان بن عيينة (١) في مرض عرض له ، ألا ندعو لك طبيبا؟
فقال : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢).
وقيل في مثل ذلك لإبراهيم بن أدهم (٣). فقال (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (٤).
وقلت في كتاب المبهج : إذا مسّك الضر فالله يكفيك ، وإذا شفّك السقم فالله يشفيك.
فصل
في اقتران وعده بوعيده عزوجل
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : إن الله عزوجل قرن (٥) آية العذاب بآية الرحمة ؛ ليكون العبد راغبا ، راهبا. قال الله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٦) ، (وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٧). وقال جل ذكره : (نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩) وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ) (٨). وقال تعالى (إِنَّ رَبَّكَ لَذُو
__________________
(١) سفيان بن عيينة يكنى أبا محمد مولى بني هلال بن عامر مات سنة ١٩٨. انظر الطبقات : ٢٨٤.
(٢) الأنعام : ١٧.
(٣) إبراهيم بن أدهم يكنى أبا إسحاق العجلي البلخي الزاهد توفي في بلاد الروم سنة ١٦١ ه ، انظر صفة الصفوة ٤ / ١٢٧.
(٤) الشعراء : ٨٠.
(٥) في الأصل : (قزوزا به).
(٦) الأنفال : ٢٥ ، البقرة : ١٩٦.
(٧) المائدة : ٩٨.
(٨) الحجر : ٤٩ ، ٥٠.