الباب الخامس
ذكر الأنبياء عليهمالسلام وغيرهم ممن نطق القرآن بأخبارهم ، وما اقتبس الناس من فنون أغراضهم من قصصهم وتمثلوا به من أحوالهم.
فصل
في الاقتباس من قصة آدم عليهالسلام
كان لآل عياش (بن) (١) أبي ربيعة عبد صالح يسمى زيادا (٢). فطلبه عمر بن عبد العزيز فأعتقه (٣). فقال : يا رب قد رزقتني العتق الأصغر في هذه الدنيا فلا تحرمني العتق الأكبر في الدار الآخرة.
ثم قدم على عمر لما ولي الخلافة فقال له عمر : يا زياد ، (إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (٤). فقال : يا أمير المؤمنين إني لا أخاف عليك أن تخاف ، ولكني أخاف أن لا تخاف ، ولقد علمت أن آدم أذنب ذنبا واحدا فأخرج من الجنة وشقق الكتب (٥) ، وصيح به في الأمم : وعصى آدم ربه فغوى (٦). فالنجا ، النجا (٧).
__________________
(١) في الأصل : (عياش أبي ربيعة) والصواب ما اثبتناه وهو أخو أبي جهل بن هشام لأمه. قيل إن إسلامه كان قديما وهاجر إلى الحبشة مع المستضعفين. قتل في اليرموك. انظر الاستيعاب ٣ / ١٢٣٢ ، وانظر أيضا جمهرة نسب العرب : ٢٣٠.
(٢) في الأصل : (زياد).
(٣) في الأصل : (فاعتقده).
(٤) الأنعام : ١٥.
(٥) كذا في الأصل.
(٦) من قوله تعالى : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) طه : ١٢١.
(٧) في الأصل : (النخا النخا).