فصل
في ذكر محاسن عثمان رضي الله عنه
قال بعض السلف : من أحب أبا بكر فقد أقام الدين ، ومن أحب عمر ، فقد أوضح السبيل ، ومن أحب عثمان ، فقد استنار بنور الله ، ومن أحب عليا فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها.
المدائني (١) عن ابن سيرين (٢) قال :
كان علي يقول في عثمان : أشهد أنه من الذين قال الله في حقهم (٣) : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) (٤).
وجاء قوم إلى أبي هريرة يعيبون (٥) عثمان فقال لهم :
لا تذكروا ذا النورين إلا بخير (٦). فما انتهوا ولم يرتدعوا ، فرمى (٧) أبو هريرة بسيفه حتى غرز في الجدار (٨) وتلا : (يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ) (٩).
__________________
(١) المدائني هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني ولد سنة ١٣٥ وتوفي سنة ٢١٥ كان مؤرخا راويا للأخبار والآداب. الفهرست : ١٥٣.
(٢) ابن سيرين محمد يكنى أبا بكر أحد أئمة المسلمين زاهد واعظ عرف بتأويله الأحلام توفي نحو ١١٠ ه انظر حلية الأولياء ٢ / ٢٦٣ تاريخ بغداد ٥ / ٣٣١.
(٣) في أنساب الأشراف ج ٥ / ٨ عن محمد بن حاطب أنه قال يوما لعلي : هؤلاء سيسألونا عن عثمان غدا فما نقول؟ قال : نقول : كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا ، وآمنوا ، ثم اتقوا وأحسنوا.
(٤) الأنبياء : ١٠١.
(٥) في الأصل : (يعينون).
(٦) في الأصل : (لانحين).
(٧) في الأصل : (قدمى).
(٨) في الأصل : (الحرر).
(٩) الأعراف : ٧٩.