عليك ضالتك (١). وعبيد الله بن زياد بن ظبيان (٢) ، فإنه خطب يوما ، فأحسن ، فقال له قومه : كثّر الله فينا مثلك ، فقال : هيهات ، هيهات. لقد سألتم شططا ، ومقاتل بن مسمع (٣) فإنه ولي فارس (وأتاه) (٤) الناس من العراقين ، فأعطاهم الأموال الكثيرة ، فلما عزل ، ورجع إلى البصرة ، دخل مسجدها فبسط الناس أرديتهم ليمشي عليها ، وجعلوا يدعون له ، ويثنون (٥) عليه ، فالتفت إلى بعض أصحابه فقال : (لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) (٦).
فصل
في الاقتصاد
قال الله تعالى : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا) (٧) (خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) (٨).
وقال الله تعالى : (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ) (٩).
__________________
(١) في جمهرة الأمثال ١ / ٥٧٢ : عن نفطويه عن أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي أنه قال : كان أبو سمال الأسدي متهما في دينه ، فضلت ناقته ، فحلف لا يصلي أو يردها الله ، فأصابها ، وقد علق زمامها. فقال : علم الله أنها صيرى يقول : أصررت على يميني فردها. فضرب به المثل.
(٢) عبيد الله بن زياد بن ظبيان من فتاك العرب كان مقربا من عبد الملك بن مروان. وهو الذي قتل مصعب بن الزبير. مات في عمان سنة ٧٥ ه. انظر البصائر والذخائر : ٢٨٣.
(٣) مقاتل بن مسمع من بني مازن له أخبار في الكوفة بعد وفاة يزيد بن معاوية ، وكان في جيش مصعب بن الزبير في حرب المختار أميرا على الرجال. انظر الطبري ٢ / ٤٥٩ ، ٧٢٥ (ط الأوروبية).
(٤) في الأصل : (وانتهم).
(٥) الصافات : ٦١.
(٦) في الأصل : (وانتهم).
(٧) في الأصل : (عدنا).
(٨) الحجر : ٢١.
(٩) في الأصل : (بقدره). والآية من سورة الشورى : ٢٧.