متفاضلي درجات الرفعة ، والضعة ، والغنى والفقر والسعة (١) ، والضيق ، ليتعايشوا بذلك ، ويتعاونوا في المعايش التي لا بد لهم من الترافد فيها (٢).
وأنشدني أبو الفتح لنفسه في هذا المعنى :
سبحان من سخّر الأقوام بعضهم |
|
بعضا حتى استوى التدبير واطردا |
كلّ بما عنده مستبشر فرح |
|
يرى السعادة فيما نال واعتقدا |
فصار يخدم هذا ذاك من جهة |
|
وذاك من جهة هذا وإن بعدا (٣) |
فصل
في ذكر طرف من حكمته
قال الله تعالى : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) (٤).
وقال الشاعر مقتبسا من الآية :
ما كلّف الله نفسا فوق طاقتها |
|
ولا تجود يد إلّا بما تجد |
قال الله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) (٥).
قال أبو دلامة زند بن الجون (٦) مقتبسا من هذه الآية :
__________________
(١) في الأصل : (والفقير والضيق).
(٢) الترافد : التعاون. الصحاح : (رفد).
(٣) الأبيات في ديوانه ص ٢٤١ نقلا عن مخطوطة الاقتباس.
(٤) البقرة : ٢٨٦.
(٥) الرعد : ١١.
(٦) في الأصل : (زيد) والصواب : زند : شاعر كثير النوادر صاحب بديهة وظرف ، كان مدّاحا للخلفاء. انظر طبقات الشعراء : ٦٢.