فصل
في قصة سليمان عليهالسلام
قال بعض العلماء :
العلم آلة يرتفع بها الصغير على الكبير ، والمملوك على المالك. ألا ترى الهدهد وهو (من) (١) محقرات الطير (٢) قال لسليمان (٣) وهو الذي أقلّ ملكا (٤) لا ينبغي لأحد من بعده :
(أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) (٥). قيل في قوله تعالى : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً) (٦) أي لأفرّق بينه وبين إلفه.
قال أبو الشيص في جارية (٧) يقال لها هدهد (٨) :
لا تأمننّ على سرّي وسرّكم |
|
غيري وغيرك أو طيّ القراطيس |
أو طائرا ساجليه وابعثيه |
|
ما زال (٩) صاحب تدبير وتحسيس (١٠) |
__________________
(١) زيادة ليست في الأصل.
(٢) في الأصل : (الطين) والصواب أنه من محقرات الطير.
(٣) في الأصل : (سليمان).
(٤) في الأصل : (مكأ) وهو تحريف في النسخ وفيه إشارة إلى قوله تعالى : (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) ص : ٣٥.
(٥) النمل : ٢٢.
(٦) نفسها : ٢١.
(٧) في الأصل : (جارته).
(٨) الأبيات في أشعار أبي الشيص : ٦٩ ، نثار الأزهار : ٨٥.
(٩) في الأصل : (ماء الصاحب) وهو تحريف ، وفي أشعار أبي الشيص ما زال صاحب تنقير وتأسيس ، وتحسس من تحسست الشيء إذا تخبرت خبره ، الصحاح (حسس).
(١٠) في الأصل : سأحليه وأنعته في نثار الأزهار : ٨٥ :
أو طائر ساجليه وابعثيه لنا |
|
ما زال صاحب تبيين وتأسيس |