ومن ها هنا روى عنه عليهالسلام : (اليمين الكاذبة تدع الديار (١) بلاقع). وقد اقتبس أبو تمام هذا المعنى فقال :
وبلاقعا حتى كأنّ قطينها |
|
حلفوا يمينا خلّفتك غموسا (٢) |
لما بلغ عبد الله بن الزبير (٣) أن عبد الملك بن مروان قتل عمرو بن سعيد الأشدق (٤) قام خطيبا فقال في خطبته :
أما بعد ، فإن (أبا ذبان) (٥) قتل (لطيم) (٦) الشيطان ، ثم قرأ : (وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٧).
أنشد القاضي أبو بكر لنفسه :
وظالما قلت له واعظا |
|
الظلم مما ينكر (٨) العالمون |
أقصر عن الظلم وأمسك يدا |
|
فإنه لا يفلح الظالمون |
__________________
(١) في الأصل : الربار) والبلاقع : الخالية.
(٢) البيت في ديوان أبي تمام : من قصيدة ١٣١ يمدح بها أبا الغيث موسى بن إبراهيم ومطلعها :
أقشيب ربعهم أراك دريسا |
|
وقرى ضيوفك لوعة ورسيسا |
القطين : السكان ، واليمين الغموس هي الكاذبة.
(٣) في الأصل : (عبد الله) وهو تحريف في النسخ.
(٤) عمرو بن سعيد الأشدق ، ولي المدينة لمعاوية ويزيد ثم طلب الخلافة وغلب على دمشق وخرج على عبد الملك بن مروان ، فقتله عبد الملك سنة ٧٠ ه ، ولقب بلطيم الشيطان وقد قال الجاحظ إن هذا اللقب يقال لمن به لقوة أو شتر إذا سب. انظر الحيوان ٦ / ١٧٨ ، لطائف المعارف : ٣٧.
(٥) في الأصل : (أبا الرمان) وهو تحريف في النسخ والصواب أبو ذبان وهي كنية عبد الملك ابن مروان قيل لشدة بخزه وموت الذبان إذا دنت من فمه. انظر : لطائف المعارف ٣٦ ، ثمار القلوب : ٥٩.
(٦) في الأصل : (لظليم) وهو تحريف في النسخ ، ولطيم الشيطان لقب عمرو بن الأشدق والخطبة في البيان والتبيين ١ / ٤٠٦ ، ٢ / ٩٥ ،
ثمار القلوب : ٥٩ ، لطائف المعارف : ٣٦.
(٧) الأنعام : ١٢٩.
(٨) في الأصل : (سكر) والصواب ما أثبتناه أعلاه.