زيد بن صوحان (١) العبدي فقال :
(الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَ) (٢) (الْكاذِبِينَ) (٣). أيها الناس سيروا إلى أمير المؤمنين وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق راشدين. فاستجاب أكثرهم ونفروا مع الحسن.
ولما نزلت (٤) الفئتان بالبصرة أنفذ علي إلى طلحة والزبير ينذرهما ويحذرهما عاقبة البغي والنكث ، ويشير عليهما بالطاعة. فأجاباه بأن قالا :
إنك لست راضيا (٥) دون أن ندخل في طاعتك ونحن لا ندخل فيها أبدا ، (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) (٦).
ولما حمي الوطيس يوم الجمل وكادت تكون الدائرة (٧) على عسكر عائشة غضبت ودعت بكف من حصى (٨) فحصبت (٩) بها عسكر علي وقالت : شاهت الوجوه. فصاح بها رجل من أصحابه : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (١٠).
__________________
(١) زيد بن صوحان بن حجر العبدي من بني عبد القيس ، تابعي من أهل الكوفة له رواية عن عمر وعلي. شهد الفتح فقطعت شماله يوم نهاوند وقاتل يوم الجمل مع الإمام علي حتى قتل سنة ٣٦ ه تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٩.
(٢) في الأصل : (المكاذبين).
(٣) العنكبوت : ١ ـ ٣.
(٤) في الأصل : (تراث).
(٥) في الأصل : (ناضيا).
(٦) طه : ٧٢.
(٧) في الأصل : (الديرة).
(٨) في الأصل : (خصى).
(٩) في الأصل : (فحصنت) وحصبت معناها رمت.
(١٠) الأنفال : ١٧.