فصل
في مثل ذلك
لما نادى رجل من وفد تميم النبي صلىاللهعليهوسلم باسمه من وراء الحجرات أنكر الله عليهم سوء الأدب في مناداته ، وعدولهم عن تكنيته (١). إلى تسميته فقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (٢) ونبّه الناس على الأدب في إجلاله (٣) وإعظامه. قال تعالى (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) (٤). وقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) (٥) وأثنى على (٦) من يغض صوته عنده فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ [اللهِ] أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (٧).
__________________
(١) في الأصل : (تبنيته).
(٢) الحجرات : ٤.
(٣) في تفسير الطبري ٢٦ / ١٢٦ : أن الآية نزلت في قوم من الأعراب جاءوا ينادون رسول الله صلىاللهعليهوسلم من وراء حجراته. يا محمد إخراج إلينا. وعن زيد بن أرقم أنه قال : جاء أناس من العرب إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال بعضهم لبعض ، انطلقوا بنا إلى هذا الرجل فإن يكن نبيا فنحن أسعد به ، وإن يكن ملكا نعش في جناحه. قال : فأتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فأخبرته بذلك .. قال ثم قدموا إلى حجر النبي صلىاللهعليهوسلم فجعلوا ينادونه ، يا محمد فأنزل الله على نبيه صلىاللهعليهوسلم (إِنَّ الَّذِينَ ...). وقيل إنها نزلت في الأقرع بن حابس حين أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فناداه. فقال : يا محمد ، إن مدحي زين ، وإن شتمى شين. فخرج إليه النبي صلىاللهعليهوسلم فقال ، ويلك .. فأنزل الله الآية.
(٤) النور : ٦٣.
(٥) الحجرات : ٢.
(٦) في الأصل : (عليه).
(٧) الحجرات : ٣.