وقال آخر :
يا أيها الإنسان عليك بالإحسان ، فإن الله أمر به ، وأحب عليه وضمن الجزاء عليه (١).
وقال محمد بن علي بن الحسين لابنه جعفر رضي الله عنهما :
إذا أنعم الله عليك نعمة ، فقل : الحمد لله ، وإذا أحزنك أمر فقل : لا حول ولا قوة إلا بالله. وإذا أبطأ عليك الرزق فقل : أستغفر الله.
وقال بعض الحكماء : ليس مع الله وحشة ، ولا بغيره أنس ، فلا تستوحش لقلة أهل الطريق التي تسلكها فإن (إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً) (٢).
كتب يحيى بن خالد من الحبس إلى الرشيد :
يا أمير المؤمنين إن كان الذنب خاصا ، فلا تعمم (٣) العقوبة. فإن الله تعالى يقول (٤) :
(وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (٥).
وقال سابق البربري (٦) :
حصادك يوما (ما) (٧) زرعت وإنما |
|
يدان الفتى يوما بما هو دائن |
فعاون على الخيرات تظفر ولا تكن |
|
على الإثم والعدوان ممن يعاون (٨) |
__________________
(١) إشارة إلى قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) النحل : ٩٠ وقوله : (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة : ١٩٥ وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) التوبة : ١٢٠.
(٢) النحل : ١٢٠.
(٣) في الأصل : (فلا تغمى بعدها) في الوزراء والكتاب للجهشياري : ٢٥٣ فإن لي سلامة البريء ، ومودة الولي.
(٤) في الأصل : (يقطر) وهو تحريف في النسخ.
(٥) الأنعام : ١٦٤ ، وفي الوزراء والكتاب أن الرشيد كتب إليه : (قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ).
(٦) سابق البربري : شاعر معروف بالحكمة والمواعظ ، قرن شعره ابن المعتز بمحمود الوراق ، وصالح بن عبد القدوس. طبقات الشعراء : ٣٦٨.
(٧) زيادة ليست في الأصل.
(٨) إشارة إلى قوله تعالى : (وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ).