جلس قاض في مسجد من مساجد مصر فيه ثور بن يزيد (١). فلما أخذ القاضي في (قراءة) (٢) القرآن انتهى إلى آية سجدة ، فسجد وسجد القوم فلما رفع رأسه إذا ثور لم يسجد ، فقرأ القاضي : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى) (٣) (أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) (٤). فهرب ثور ولم يعد إلى ذلك المسجد.
وقيل : إن أول من ذكر معنى قولهم : (النار ولا العار) إبليس. فقد حكى الله تعالى عنه (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) (٥).
وأخذ في طريقه (٦) رافع بن الليث بن نصر بن سيار (٧) حيث قال :
النار (٨) لا العار فكن سيدا |
|
فرّ من العار إلى النار |
وتلك أخلاق كنانية (٩) |
|
خص بها نصر بن سيار |
فهن (١٠) في ليث وفي رافع (١١) |
|
تراث جبار لجبار |
__________________
(١) ثور بن يزيد الكلاعي يكنى أبا خالد أحد الحفاظ. كان صحيح الحديث. توفي سنة ١٣٥ ه ميزان الاعتدال ١ / ١٧٤.
(٢) في الأصل : (القاضي) وما بين القوسين زيادة ليست في الأصل.
(٣) في الأصل : (أبا).
(٤) الحجر : ٣٠ ، ٣١.
(٥) الإسراء : ٦١.
(٦) في الأصل : (بعضهم في طريقة).
(٧) في الأصل : (ابن سيال) والصواب ما أثبتناه وهو رافع بن الليث بن نصر بن سيار ثار زمن الرشيد ودعا إلى نفسه وانتدب لقتاله هرثمة فقيل إنه قتل سنة ١٩٤ ، ١٩٥ ه. انظر تاريخ الطبري ٦ / ٥٠٨ مطبعة الاستقامة. الأبيات في حماسة الظرفاء ١ / ٢٠ مع بيتين.
(٨) في الأصل : (لا النار لا العار فكن سيدا).
(٩) في الأصل : (نكاية فشت بينهم) والتصويب في حماسة الظرفاء.
(١٠) في الأصل : (فهو).
(١١) في الأصل : (نافع) والصواب : رافع ، وهو المشار إليه أعلاه.