تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ) (١). وقوله : (وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (٢) وقوله : (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا) (٣). قال : فخرج إليّ أسود وقال : يا أبا بشر ، هذه سخطة المخلوق ، كيف سخطة الخالق.
لما اتصل بعبيد الله بن سليمان أن علي بن نصر بن بسّام قال (٤) :
بقربك داران مهدومتان (٥) |
|
ودارك ثالثة تهدم |
فليت السلامة للمنصفين |
|
ترجّى فكيف (٦) لمن يظلم |
يعني دار صاعد (٧) وأبي الصقر (٨) الوزيرين كانا قبله. قال عبيد الله : وعظ نفسه بدار أبيه (٩) فقد كانت أحسن من دورنا. وقد وعظ الله تعالى في خير موضع من كتابه فقال : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا) (١٠) (فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (١١). وهذا عدي بن زيد يقول :
__________________
(١) القصص : ٥٨.
(٢) القمر : ١٥.
(٣) النمل : ٥٢.
(٤) البيتان في مجموعه الشعري ق ١٢٢.
(٥) في الأصل : (ذاراري) ورواية البيت في المجموع (داران).
(٦) روايته في الديوان : (دامت ففكيف).
(٧) مرت ترجمته.
(٨) في الأصل : أبو القصر ، والصواب : أبو الصقر ، هو إسماعيل بن بلبل استوزره الموفق لأخيه المعتمد وجمع له السيف والقلم.
انظر الفخري ١٧٨.
(٩) في الأصل وعظ وما بين القوسين زيادة يقتضيها السياق.
(١٠) في الأصل : (يشيروا).
(١١) الروم : ٩.