الباب السابع
في ذكر الأدب والعقل والحكمة والموعظة الحسنة
فصل
في ذكر الأدب
علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) (١). قال : أدبوهم أدبا حسنا.
سئل الشعبي عن الفرق (٢) بين العالم والأديب. فقال :
العالم من يقصد فنا واحدا من العلم فيتقنه ، والأديب من يأخذ من كل علم أحسنه.
وقيل لابن عباس : ما تكتب؟ قال :
أحسن ما أسمع ، ثم تلا : (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) (٣).
قال المنذر بن جارود (٤) لابنه الحكيم :
يا بني أحيي لياليك بالنظر في الأدب ، فإن القلب بالنهار طائر ، وبالليل ساكن ، فكلما أودعته شيئا قبله. ثم قرأ : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) (٥).
__________________
(١) التحريم : ٦.
(٢) في الأصل : (الرفق).
(٣) الزمر : ٥٥.
(٤) ذكر له ابن عبد البر أخبارا في كتابه (بهجة المجالس).
(٥) المزمل : ٦.