الجمل ، ووثوب الأسد وغدر الذئب ، وروغان الثعلب ، وحنين (١) الصفرد (٢) ، وجمع الذرة ، وصنعة (٣) السرفة (٤) ، وجود الديك ، وإلف الكلب ، واهتداء الحمام.
وقال : وسمّوه العالم الصغير ، لأنه يصور كل شيء بيده ، ويحكي صوته بفمه ، ولأن أعضاءه (٥) مقسومة على البروج الإثني عشر ، والنجوم السبعة وفيه الصفراء ؛ وهي من نتاج النار ، والسوداء ؛ وهي من نتاج الأرض ، وفيه الدم وهو من نتاج الهواء. وفيه البلغم ؛ وهو من نتاج الماء (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ)
في قول الله (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ) (٦) يعني : الوجه الحسن (٧).
اقتبس أبو فراس الحمداني اللفظ والمعنى فقال في الغزل (٨).
كان قضيبا له انثناء |
|
وكان بدرا له ضياء (٩) |
فزاده ربّه عذارا |
|
تمّ به الحسن والبهاء |
لا تعجبوا ربّنا قدير |
|
يزيد في الخلق ما يشاء (١٠) |
__________________
(١) في الأصل : (وحيتين).
(٢) الصفرد : طائر تسميه العامة أبا المليح. وفي المثل أجبن من صفرد. انظر لسان العرب (صفر).
(٣) في الأصل : (وصغد) وهو خطأ في النسخ. والسرفة دويبة سوداء الرأس ، وسائرها أحمر تتخذ لنفسها بيتا مربعا من دقائق العيدان تضم بعضها إلى بعض بلعابها. لسان العرب (سرف).
(٤) نفسه.
(٥) حدث تقديم وتأخير في هذا النص الذي نقله الثعالبي من الجاحظ.
(٦) من قوله تعالى في سورة فاطر : ١ (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ).
(٧) في تفسير الطبري ٢٢ / ١١٤ : أن الزيادة في خلق أجنحة الملائكة وتفاوتها ، وورد هذا الشرح في تفسير الرازي ٢٦ / ٢. ومن المفسرين من خصصه. وقال المراد به : الوجه الحسن ، ومنهم من قال : الصوت الحسن ، ومنهم من قال : كل وصف محمود.
والأولى أن يعم.
(٨) الأبيات في ديوان أبي فراس ٢ / ٥.
(٩) بعده في ديوان أبي فراس :
وكان يحكي الهلال وجها |
|
والناس في حبه سواء |
(١٠) روايته في ديوان أبي فراس :
كذلك الله كلّ وقت |
|
يزيد في الخلق ما يشاء |