وكتب بعض البلغاء :
صلى الله على محمد ذي المحتد الكريم ، والشرف العميم والحسب (١) الصميم ، والخلق العظيم ، والدين القويم ، والقلب السليم الذي (٢) دعا إلى الله بإذنه على حين فترة من الرسل (٣) ، واختلاف من الملل ، وتشعب من السبل قوما يعبدون ما ينحتون (٤) ، والله خلقهم وما يعبدون (٥) ، فصدّع (٦) بأمر ربه ، وبلّغ ما تحمّل من رسالاته حتى أتاه اليقين ، (وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كارِهُونَ) (٧).
ولابن عباد من رسالة :
صلّى الله (٨) على المبارك مولده ، السعيد مورده ، القاطعة حجته ، السامية درجته الذي نسخت بملته (٩) ، الملل ، وبنحلته النحل ، وصار العاقب والخاتم والقاطع ، والجازم ، قد أفرد بالزعامة وحده ، وختم ألا نبيّ (١٠) بعده. لم يكتب كاتب إلا ابتدأ مصليا عليه ، ولا يختم إلّا بردّ السلام والتحية إليه ، ذاك البشير النذير ، السراج المنير (١١) ، محمد سيد الأولين والآخرين.
__________________
(١) في الأصل : (والحسيب).
(٢) في الأصل : (الدى).
(٣) إشارة إلى قوله تعالى : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) المائدة : ١٩.
(٤) في الأصل : (ما تنحتون).
(٥) في الأصل : (وما يعبد).
(٦) في الأصل : (وصرع). وصدع بأمر ربه أي أظهر دينه والقول إشارة إلى الآية الكريمة : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) الحجر : ٩٤
(٧) من قوله تعالى : (حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كارِهُونَ) التوبة : ٤٨.
(٨) في الأصل : (علىّ).
(٩) في الأصل : (التي نسخت بمثلته وبنحلته البخل) وهو تحريف في النسخ.
(١٠) في الأصل : (بني).
(١١) إشارة إلى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٤٥) وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً) الأحزاب : ٤٥ ، ٤٦.