فصل
في لمع وفقر (١) من استنباطات العلماء
وفقر ، ودرر من انتزاعاتهم
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
من كان (ذا) (٢) داء قديم ، فليستوهب امرأته درهما من مهرها ، وليشتر به عسلا ، وليشربه بماء السماء ، ليكون قد اجتمع له الهنيء والمريء والشفاء المبارك. يريد قوله تعالى : (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) (٣) وقوله تعالى : (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) (٤) وقوله عزّ ذكره : (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً) (٥).
وفي العسل بماء السماء يقول مساور الوراق (٦) :
وبدأت بالعسل الشديد بياضه |
|
عمدا أباكره بماء سماء |
إني سمعت بقول ربك (٧) فيهما |
|
فجمعت بين مبارك وشفاء |
كان محمد بن كعب القرظي (٨) من أقدر الناس على مقابلة أخبار النبي صلىاللهعليهوسلم بآي القرآن. فلما رأى قوله عليهالسلام : من جدّد وضوءه ، جدّد الله مغفرته. قال : سوف أجد في
__________________
(١) في الأصل : (ورعد).
(٢) زيادة ليست في الأصل.
(٣) النساء : ٤.
(٤) النحل : ٦٩.
(٥) ق : ٩.
(٦) مساور الوراق الكوفي ، ذكره ابن حيان في الثقات. انظر : تهذيب التهذيب : ١٠٣.
(٧) في الأصل : (إني سمعت يقول وربك).
(٨) في الأصل : (القزطي) والصواب القرظي وهو أبو حمزة ، وقيل أبو عبد الله المدني من حلفاء الأوس كان أبوه من سبي قريظة. سكن الكوفة ثم المدينة. وروى عن العباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، وابن مسعود. توفي سنة ١١٧ ه الطبقات ٢٦٤ ، وانظر : تهذيب التهذيب : ٣ / ٢١٢.