لما كلّف عبد الله بن الحسن بن الحسن (١) (إبراز) ابنيه محمد (٢) وإبراهيم من مستترهما ، وأخذ بذلك أشد أخذ جعل يقول : والله إن بليتي (٣) لأعظم (٤).
في سورة الصافات. وقال : (يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (٥) ثم قال بعد قصة الذبح : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) (٦) فصح أن قولك إسحاق كان بعد الذبح وقد سمى الله تعالى العم أبا إذ ذكر إسماعيل في جملة الآباء وهو عم يعقوب فقال حكاية عن أبناء يعقوب : (نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ) (٧). والعرب تسمي العم أبا.
ويروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : (ردوا علي أبي) يعني عمه العباس.
قال أبو سعيد الرستمي (٨) في دار أبي القاسم الصاحب بن عباد (٩) :
__________________
(١) عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي من العباد المعروفين وكان ذا هيبة ولسان شديد. وكانت له منزلة عند عمر بن عبد العزيز توفي نحو ١٤٥ ه في محبسه بالهاشمية. انظر : مقاتل الطالبين : ١٣٢ فما بعدها.
(٢) في الأصل : (إيران ... محمد).
(٣) في الأصل : (بيتي).
(٤) سقطت ورقة من أصل المخطوط عند هذا الخبر مع كون الترقيم متسلسلا صحيحا.
(٥) الصافات : ١٠٢.
(٦) سورة الصافات : ١١٢.
(٧) البقرة : ١٣٣.
(٨) أبو سعيد الرستمي هو محمد بن الحسن بن محمد بن رستم من أبناء أصبهان ، ومن أصدقاء الثعالبي وعده في الطبقة الأولى من الشعراء وترجم له. انظر : يتيمة الدهر ٣ / ٣٠٠ فما بعدها.
(٩) البيتان من قصيدة طويلة مطلعها في يتيمة الدهر ٣ / ٢٠٦ :
نصبن لحبات القلوب حبائلا |
|
عشية حل الحاجيات حبائلا |