وقد أمر الله تعالى بالمشورة أكمل الخلق لبابة (١) ، وأولاهم بالإصابة ، فقال لرسوله الكريم الحكيم (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) (٢).
وقال الشاعر :
شاور صديقك في الخفي المشكل (٤) |
|
(واقبل) (٣) نصيحة مشفق متفضل |
فالله قد أوصى النبي محمدا |
|
في قوله : شاورهم (٥) وتوكل |
فصل
في أدب الحرب
قد أمر الله تعالى في الحرب بالاجتماع ، والتعاضد فقال : (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) (٦).
وكان المهلب بن أبي صفرة يقول :
محرّض خير من ألف مقاتل ، ثم يقرأ : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ) (٧) ، وقوله (فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً) (٨).
__________________
(١) اللبابة : الحسب الخالص. القاموس المحيط (لبب).
(٢) آل عمران : ١٥٩.
(٣) في الأصل : (والمشكل).
(٤) في الأصل : (أقبل نصحة).
(٥) في الأصل : (وشاورهم). وفي البيت إشارة إلى الآية السابقة : آل عمران : ١٥٩.
(٦) التوبة : ٣٦.
(٧) الأنفال : ٦٥.
(٨) النساء : ٨٤.