ومن كلام إبراهيم بن المهدي (١) في الاعتذار إلى المأمون (٢) ، والتماس العفو منه :
يا أمير المؤمنين ، ولي الثأر (٣) محكم في القصاص ، وأن (٤) تعفو أقرب للتقوى.
وقرأت في كتاب التاجي لأبي إسحاق الصابي :
كان أبو الحسن (٥) بن ناصر مشتهرا بالشرب ، واتخاذ الندماء ، وسماع الغناء فهجره أبوه (٦) من أجل فعله ، فخرج إلى أذربيجان. وبقي بها مدة (٧). وتاب من فعله. فكاتبه أبوه في العودة إليه. فعاد إليه. فلما رآه قال له : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٨).
قال الشاعر :
صلي مدنفا خائفا |
|
سيرضيك عما اقترف |
ولا تذكري ما مضى |
|
عفا الله عما سلف |
ولبعضهم :
__________________
(١) هو إبراهيم بن المهدي بن عبد الله أبي جعفر المنصور وأمه شكلة ، عاصر المأمون وبايعه أهل بغداد بعد قتل الأمين ، ثم عفا عنه المأمون بعد قدومه العراق. انظر : معجم الأدباء ٢ / ١٥٧ ، وانظر أيضا كتاب الخليفة المغني إبراهيم بن المهدي. / بدري محمد فهد وقد مرت ترجمته أيضا.
(٢) القول من رسالة بعث بها إبراهيم بن المهدي إلى المأمون يستعطفه فيها. وقد وقع المامون في حاشية هذه الرسالة (القدرة تذهب الحفيظة والندم توبة ، وبينهما عفو الله وهو أكثر مما يسأله) انظر : بغداد : ابن طيفور : ١٠١ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٥٨ ، تاريخ بغداد ٦ / ١٤٤ ، انظر أيضا : الخليفة المغني : ١٦٥.
(٣) في الأصل : (النار) والصواب ما هو مثبت.
(٤) من قوله تعالى في سورة البقرة : ٢٣٧.
(٥) في الأصل : (أبو الحسين) وأبو الحسن هذا ذكر له الثعالبي شعرا في ثمار القلوب : ٣٨٠.
(٦) في الأصل : (أباه) وهو خطأ في النسخ.
(٧) في الأصل : (مرة).
(٨) المائدة : ٣٤.