ولما استأذنه طلحة والزبير في العمرة قال لهما : انطلقا ، فما العمرة تريدان.
ولما خرج طلحة والزبير وعائشة وقد خرجوا من مكة إلى البصرة كتبت أم سلمة (١) إلى علي :
أما بعد ، فإن طلحة والزبير وعائشة (٢) قد خرجوا من مكة يريدون (٣) البصرة واستنفروا الناس إلى حربك. ولم يخف معهم إلا من كان في قلبه مرض. و (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (٤) والله كافيكهم وجاعل دائرة السوء عليهم.
فكتب إليها :
(عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) (٥).
ولما أخبرت حفصة أم كلثوم بنت علي باجتماع الناس إلى عائشة بالبصرة قالت لها :
إنك وعائشة إن تظاهرتما على أبي. (فقد تظاهرتما على من (٦) كان الله مولاه ، وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) (٧).
ولما توجه إلى البصرة أنفذ (٨) الحسن وعمار بن ياسر (٩) رضي الله عنهما إلى الكوفة لاستنفارها (١٠) فلما وردها أجابت طائفة ، وامتنع الآخرون. وكثر الكلام بين الناس فوثب
__________________
(١) أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم زوج النبي صلىاللهعليهوسلم وقد روت عن النبي صلىاللهعليهوسلم انظر الطبقات ٣٣٤.
(٢) في شرح نهج البلاغة ٢ / ٧٨ : فإن طلحة والزبير وأشياعهم شياع الضلالة يريدون أن يخرجوا لعائشة إلى البصرة ومعهم ابن الحزان عبد الله بن عامر بن كريز. ويذكرون أن عثمان قتل مظلوما وأنهم يطالبون بدمه والله كافيهم بحوله وقوته ولو لا ما نهانا الله عنه من الخروج ، وأمرنا به من لزوم البيوت لم أدع الخروج إليك.
(٣) في الأصل : (كدورون).
(٤) الفتح : ١٠.
(٥) المؤمنون : ٤٠.
(٦) في الأصل : (جرى كان).
(٧) إشارة إلى الآية : ٤ التحريم.
(٨) في الأصل : (انعدا).
(٩) زيادة ليست في الأصل والخبر في تاريخ الطبري حوادث سنة ٣٦ ه وفيه أن الحسن وعمارا لما دخلا المسجد قالا : أيها الناس إن أمير المؤمنين يقول إني خرجت مخرجي هذا ظالما أو مظلوما وإني أذكر الله عزوجل رجلا رعى لله حقا إلا نفر ، فإن كنت مظلوما أعانني وإن كنت ظالما أخذ مني. والله إن طلحة والزبير لأول من بايعني.
(١٠) في الأصل : (لاستقار).