قال الأصمعي :
قلت لبشار بن برد : ما سمعت أحسن من شعرك في المشورة :
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن |
|
بحزم نصيح أو نصاحة (١) حازم |
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة |
|
فإنّ الخوافي قوة للقوادم |
فقال : إن المشاور بين إحدى الحسنيين ، بين صواب (٢) يفوز بثمرته ، أو خطأ يشارك في مكروهه (٣). فقلت : أنت في هذا الكلام أشعر منك في شعرك.
قال الجاحظ :
الشورى لقاح العقول وبريد (٤) الصواب (٥) ، والمستشير (٦) على طرف النجاح. (واستشارة المرء برأي أخيه من عزم الأمور ، وحزم التدبير) (٧).
__________________
(١) الخبر والبيتان في ديوانه ٤ / ١٧٢ وفي نهاية الإرب ٦ / ٧١ ورواية البيت فيه :
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن |
|
برأي نصيح أو نصيحة حازم |
ولا تحسب الشورى عليك غضاضة |
|
فإنّ الخوافي رافدت القوادم |
وهذان البيتان من قصيدة كان بشار بن برد قد كتب بها إلى إبراهيم بن عبد الله بن الحسن يمدحه بها ، ويحرضه على أبي جعفر المنصور فمات إبراهيم قبل وصول القصيدة إليه ، فخاف بشار من اشتهارها فقلبها وجعل التحريض على أبي مسلم الخراساني فقال :
أبا مسلم ما طيب عيش بدائم |
|
ولا سالم عما قليل بسالم |
(٢) في الأصل : (فقوات).
(٣) العبارة الأخيرة في ثمار القلوب : ٤١٧.
(٤) في الأصل : (القول وريد).
(٥) في الأصل : (الصواث).
(٦) في الأصل : (المستشين).
(٧) العبارة في التمثيل والمحاضرة : ٤١٧ غير منسوبة للجاحظ.