وأريد تحفة مريم) (١). فدعا له بطبق من رطب. فإنما (٢) عنى بتحفة إبراهيم اللحم ؛ لأن في قصته (٣) (فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) (٤) وعنى بتحفة مريم الرطب ، لأن في قصتها : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) (٥).
كان حامد الكاف (٦) يقول : إن المرء (٧) إذا ضاف إنسانا حدّث (٨) بسخاء إبراهيم (٩). وإذا أضافه إنسان حدث بوفد (١٠) عيسى عليهماالسلام.
ولما قال المتوكل لأبي العيناء أتشرب معنا النبيذ (١١)؟ قال له : يا أمير المؤمنين : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ) (١٢).
__________________
(١) في الأصل : (وأما تحفة) وقد سقطت جملة ما بين القوسين. وتصويب النص من ثمار القلوب ٣٣. والخبر في الكناية والتعريض ص ٤٩ مع اختلاف في الألفاظ.
(٢) في الأصل : (فلما).
(٣) في الأصل : (قصة).
(٤) هود : ٦٩ : وفي الأصل : (حينئذ) وهو خطأ في النسخ.
(٥) مريم : ٢٥.
(٦) كذا في الأصل ولم أهتد إلى اسمه الصحيح أو إلى ترجمته.
(٧) في الأصل : (المرأى).
(٨) في الأصل : (جدث).
(٩) سخاء إبراهيم إشارة إلى قوله تعالى : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٢٥) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) الذاريات : ٢٤ ـ ٢٦.
(١٠) في الأصل : (إنسان حدن بوهد) ، والقول إشارة إلى قوله تعالى في سورة المائدة ١١٢ ـ ١١٤ (إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١١٢) قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ (١١٣) قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ).
(١١) في الأصل : (لدن ... البيذ).
(١٢) البقرة : ١٣٠.