مجاهد (١) في قوله عز ذكره : (ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) (٢). قال : قيامه عليهم بنفسه (٣).
دخل الحسين الجمل المصري (٤) على قادم من مكة ، وعنده أقوام يهنئونه ، وبين أيديهم طباق حلواء ، وليس يمد (٥) أحدهم يده إليها. فقال : يا قوم لقد أذكرتموني ضيف إبراهيم. فقالوا : وكيف؟ فقرأ : (فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) (٦). ثم قال : كلوا رحمكم الله ، فضحكوا من قوله ، فأكلوا ، وأكل معهم (٧).
دخل الشعبي (٨) على صديق له فلما أراد القيام (٩) قال له : لا تتفرق إلا عن ذواق. فقال الشعبي : فأتحفني بما عندك ، ولا تتكلف (١٠) لي بما لا يحضرك. فقال : أي التحفتين أحب (إليك) (١١) تحفة إبراهيم ، أم تحفة مريم؟ فقال الشعبي : أما تحفة (إبراهيم فعهدي بها الساعة
__________________
(١) هو مجاهد بن جبر مولى مخزوم من كبار التابعين بمكة أخذ العلم عن ابن عباس وروى عنه كثيرون توفي نحو ١٠٢ ه أو ١٠٤. انظر : طبقات الفقهاء ـ الشيرازي : ٤٥.
(٢) الذاريات : ٢٤.
(٣) وفي ثمار القلوب : ٣٣ : ثم ما لبث أن جاء بعجل سمين فقربه إليهم قال : ألا تأكلون.
(٤) في الأصل : (الجمل المصوي) والصواب : المصري وهو الحسين بن عبد السلام يكنى أبا عبد الله. شاعر مشهور مدح الخلفاء والأمراء. وكان شرها في الطعام دنيء الثوب ولد سنة ١٧٠ وتوفي نحو ٢٥٨ ه. معجم الأدباء ٤ / ٧٧ وانظر : يتيمة الدهر ١ / ٤٠٠.
(٥) في الأصل : (بمد).
(٦) هود : ٧٠.
(٧) الخبر في ثمار القلوب ٣٣.
(٨) الشعبي هو عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي من همدان وكان من كبار التابعين بالكوفة ولد لست خلت من خلافة عثمان ومات سنة أربع ومائة وقيل سبع ومائة. طبقات الفقهاء الشيرازي ٦١.
(٩) في الأصل : (الداد).
(١٠) في الأصل : (ولا نتكلف).
(١١) ما بين القوسين زيادة لم تكن في الأصل.