التي تضمّ آثار الصالحين فهدّموها ، وكانوا عند الهدم يرتجزون ويضربون الطبل (فرحاً) ، ويغنّون ويبالغون في شتم القبور ويقولون : إن هي إلاّ أسماء سمّيتموها (١)!
فلمّا استولى الوهابيون على المدينة المنوّرة هدّموا القباب التي فيها وفي ينبع ، ومنها قبّة أئمّة البقيع بالمدينة ، ولكنّهم لم يهدموا قبّة النبي صلىاللهعليهوآله ، وحملوا الناس على ما حملوهم عليه بمكة وأخذوا جميع ذخائر الحجرة النبويّة وجواهرها ، حتّى إنّهم ملؤوا أربع سحاحير من الجواهر المحلاّة بالماس والياقوت العظيمة القدر (٢).
نعم ، إنّهم لم يدمّروا قبّة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله إلاّ إنّهم يطمعون بذلك أخزاهم الله على الدوام ، وشاع أنّهم ضربوا بالرصاص على قبّة النبي صلىاللهعليهوآله (٣) ، وما زالوا يسمّونه بالصنم ـ والعياذ بالله ـ!
وأرادوا هدم قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلاّ أنّهم خافوا على ملكهم من انفجار الأوضاع عليهم من العالم الإسلامي كلّه. ولكنّ النوايا السيئة ما زالت عندهم يبيّتونها وينتظرون الفرصة المواتية للانقضاض على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كما فعل أصحاب العقبة تماماً إلاّ أنّ الله لهم بالمرصاد.
فهذا أحد دعاتهم يدعو ـ وكثيرة صارت مثل هذه الدعوات ـ إلى هدم القبر الشريف والقبّة المنيفة ؛ لأنّهم يعتبرون بقاءه أمراً منكراً وانحرافاً ، وإنّ إدخال
__________________
١ ـ راجع كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب ص ٢٢.
٢ ـ يوم البقيع ص ٢٥ عن (تاريخ الجبرتي).
٣ ـ انظر كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب ص ٦٠.