نعم ، قد سمعنا ، ويقول التابع : اللّهمّ قد حدثنيه مَنْ أثق به فلان وفلان.
ثمَّ ناشدهم أنَّهم قد سمعوه يقول : «مَنْ زعمَ أنّه يُحبّني ويبغض علياً فقد كذب ، ليس يُحبني ويبغض علياً ، فقال له قائل : يا رسول الله وكيف ذلك؟
قال : لأنّه منّي وأنا منه ، مَنْ أحبّه فقد أحبني ، ومَنْ أحبّني فقد أحبّ الله ، ومَنْ أبغضه فقد أبغضني ومَنْ أبغضني فقد أبغض الله».
فقالوا : اللّهمَّ نعم ، قد سمعنا. وتفرّقوا على ذلك (١).
هذا هو الكلام الفصل ، والحجّة من حجّة الله على الخلق في ذاك اليوم المهيب ، وتحت ظلّ الحكم الأموي الرهيب الذي طغى فيه معاوية بن أبي سفيان ، وراح يقتل الناس لا سيما شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ سعياً منه لإبادة الإيمان ، ودفن الإسلام دفناً ، كما صرّح بذلك لصاحبه المغيرة بن شعبة ذات يوم.
إنّ الإسلام كلّه أخلاق وقيم ومثل عُليا ، وكلّ ذلك تمثّله القيادة الربّانيّة ، والإمامة الشرعيّة المتمثّلة بأهل البيت الأطهار عليهمالسلام ، وأبو عبد الله الحسين عليهالسلام خامس أصحاب الكساء يبيّن الحقائق ، ويضع النقاط على الحروف ، وكأنّه (روحي له الفداء) يُهيّئ الأُمّة الإسلاميّة ليوم عصيب ، سيحلّ يوم عاشوراء ، وموقف عجيب سيقفه على تراب كربلاء.
أليس هذا كلّه أخلاق وقيم يجب على الأُمّة تمثّله في حياتها إذا أرادت السعادة والخير لها ، والخروج من هذه الشرنقة التي حصرت نفسها فيها في هذا الزمان الأغبر.
__________________
١ ـ كتاب سليم بن قيس ص ١٦٨ ـ ١٧١.