علّةُ منِّي؟! إلهي أنتَ الغنيُّ بذاتِكَ أنْ يَصِلَ إليكَ النَّفعُ منكَ فكيفَ لا تكونُ غنيّاً عنّي؟!
أنت الذي أشْرقتَ الأنوارَ في قلوب أوليائكَ حتّى عرفوكَ ووحَّدوك ، وأنتَ الذي أزلتَ الأغبارَ عنْ قلوبِ أحبائكَ حتّى لم يُحبّوا سواكَ ولمْ يلجأوا إلى غيركَ ، أنتَ المؤنسُ لهم حيثُ أوْحَشَتهمُ العوالمُ ، وأنتَ الذي هديتهُمْ حيثُ استبانتْ لهمُ المعالمُ ، ماذا وجد مَنْ فقدك وما الذي فقد مَنْ وجدك؟ لقد خابَ منْ رضيَ دونكَ بدلاً ، ولقدْ خسِرَ مَنْ بغى عنكَ مُتحوَّلاً».
تملَّ وانتشِ بهذه العبارات النوارنيّة ، وهذه الكلمات المضيئة ، واشرحها في نفسك ونوّر بها قلبك. وفي نهاية الدعاء الشريف يقول الإمام عليهالسلام :
«يا مَنْ استوى برحمانيَّته فصارَ العرشُ غيباً في ذاته ، محقْتَ الآثار بالآثارِ ، ومحوتَ الأغبار بمُحيطات أفلاكِ الأنوار ، يا مَنْ احتجبَ في سُرادقاتِ عرشهِ عن أنْ تُدركهُ الأبصارُ ، يا مَنْ تجلّى بكمال بهائهِ فتحقّقتْ عظمتُهُ (من) الاستواء ، كيفَ تخفى وأنتَ الظاهرُ ، أم كيف تغيبُ وأنتَ الرَّقيب الحاضرُ؟ إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، والحمدُ لله وحده».
سأترك لقلبك المنارِ بأنوار الوحي التعليق ، بل التعلُّق بهذه المعاني واللطائف التي احتوتها كلمات المولى أبي عبد الله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه).