الذي
عضدتَ ، أنتَ الذي أيّدتَ ، أنتَ الذي نصرتَ ، أنتَ الذي شفيتَ ، أنتَ الذي عافيتَ
، أنتَ الذي أكرمتَ ، تبارَكتَ ربِّي وتَعَاَليتَ فلك الحمدُ دائماً ، ولك الشُّكر
واصباً أبداً».
تلك هي المعرفة الحقّة للخالق تعالى ، فهل
تحتاج منّا إلى شرح أو تعليق أو توضيح؟
لا أحسبني محتاجاً لذلك ، بل سأتركه
للقارئ الكريم العارف الروحاني.
٣ ـ معرفة النفس والاعتراف
بالذنب :
إنّ المعرفة الإنسانيّة عامّة وشاملة
مهما كانت واسعة أو عميقة ، إلاّ الأولياء الكمّل من عباد الله المخلصين ، كمحمد
وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) ، فإنَّ علمهم لَدُنّيٌّ بتعليم المولى
لهم كلّ العلوم التي تحتاجها البشرية ، ولم يَخْفَ عنهم إلاّ علم السّاعة كما في
الروايات.
أمّا الإنسان العادي فإنّ معرفته بنفسه
يجب أن تكون أفضل المعارف لديه ، وربّنا سبحانه وتعالى يقول : (بَلِ
الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ) .
إنّ أخبر الناس وأعلمهم بأنفسهم هم
المؤمنون الذين أنار الله بصائرهم فكانوا على يقين من أمورهم كلّها ، وتراهم
ينظرون بنور الله ، ويهتدون بآياته وكتابه الكريم ، ولكنّ الإمام الحسين عليهالسلام يعلّمنا كيف ندعو
ونعترف بالتقصير ؛ لأنّه لا أحد يعبد الله حقّ عبادته مهما جاهد فيه ؛ لذلك
__________________