كُنْتُ قَاعِداً ، فَمَرَّ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى (١) عليهالسلام وَمَعَهُ بَهْمَةٌ (٢) ، قَالَ : قُلْتُ (٣) : يَا غُلَامُ ، مَا تَرى مَا يَصْنَعُ أَبُوكَ ، يَأْمُرُنَا بِالشَّيْءِ ، ثُمَّ يَنْهَانَا عَنْهُ ، أَمَرَنَا أَنْ نَتَوَلّى أَبَا الْخَطَّابِ ، ثُمَّ أَمَرَنَا أَنْ نَلْعَنَهُ وَنَتَبَرَّأَ (٤) مِنْهُ؟
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام ـ وَهُوَ غُلَامٌ ـ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقاً لِلْإِيمَانِ لَازَوَالَ لَهُ ، وَخَلَقَ خَلْقاً لِلْكُفْرِ لَازَوَالَ لَهُ ، وَخَلَقَ (٥) خَلْقاً بَيْنَ ذلِكَ ، أَعَارَهُمُ (٦) الْإِيمَانَ ، يُسَمَّوْنَ الْمُعَارِينَ ، إِذَا شَاءَ سَلَبَهُمْ ؛ وَكَانَ أَبُو الْخَطَّابِ مِمَّنْ أُعِيرَ الْإِيمَانَ ».
قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَأَخْبَرْتُهُ مَا (٧) قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام وَمَا قَالَ لِي ، فَقَالَ (٨) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّهُ نَبْعَةُ (٩) نُبُوَّةٍ ». (١٠)
٢٩٢٨ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا (١١) :
__________________
(١) في « بر » : ـ / « موسى ».
(٢) في « ج ، د ، بف » والبحار ، ج ٤٨ : « بهيمة ». وفي « بر » : « بهمته ». والبهمة : ولد الضأن ، يطلق على الذكر والانثى. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٧٥ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٦٨ ( بهم ).
(٣) في « ج » والوافي والبحار : « فقلت ».
(٤) في « ب ، ز » : « نبرأ ».
(٥) في « ز » : ـ / « خلق ».
(٦) هكذا في « ج ، د ، ص ، بر ، بف » وحاشية « ز » والوافي والبحار ، ج ٦٩. وفي البحار ، ج ٤٨ : « أعارهم الله ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « أعاره ».
(٧) في « د ، بر » وحاشية « ز » والوافي والبحار ، ج ٦٩ : « بما ».
(٨) في « ج ، بف » والوافي : + / « لي ».
(٩) في مرآة العقول : « أي عمله من ينبوع النبوّة ، أو هو غصن من شجرة النبوّة والرسالة ». و « النَّبْع » : شجر تتّخذ منه القسيّ. الواحدة : نَبَعة. ومن المجاز : هو من نبعة كريمة. أساس البلاغة ، ص ٤٤٤ ؛ الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٨٨ ( نبع ).
(١٠) قرب الإسناد ، ص ٣٣٤ ، ح ١٢٣٧ ، بسنده عن عيسى شلقان ، مع اختلاف الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤١ ، ح ١٨٨٠ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ١١٦ ، ح ٣٠ ؛ وج ٦٩ ، ص ٢١٩ ، ح ٣.
(١١) في « بر ، بف ، جر » وحاشية « ز » والوافي : « أصحابه ».