إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة.
* * *
قال الكاتب : وقال رضي الله عنه : ما أنتم والله على شيء مما هم فيه ، ولا هم على شيء مما أنتم فيه ، فخالفوهم ، فما هم من الحقيقة (١) على شيء.
وقوله رضي الله عنه : والله ما جعل الله لأحد خيرة في اتباع غيرنا ، وإن من وافقنا خالف عدونا ، ومن وافق عدونا في قول أو عمل فليس منا ولا نحن منه.
وأقول : هذان الحديثان ضعيفا السند.
أما الحديث الأول فمن رواته علي بن أبي حمزة البطائني ، وهو من رءوس الواقفة على الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام ، وقد مرَّ بيان حاله فيما تقدم.
وأما الحديث الثاني فهو حديث مُرسَل ، لا يُعرف راويه عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام.
ومع الإغماض عن سند الحديثين ، نقول :
إن الفرقة الناجية من فِرَق هذه الأمَّة هي واحدة كما نصَّ عليه حديث افتراق الأمَّة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وهي الفرقة التي أخبر بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الأحاديث الصحيحة ، حيث قال : يا أيّها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إنْ أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي (٢).
فلو كانت كل فِرَق المسلمين موافقة لطريقة أهل البيت عليهمالسلام لكانت كلها
__________________
(١) كذا في نسخة الكتاب ، والمذكور في الحديث : فما هم من الحنيفية على شيء.
(٢) سنن الترمذي ٥ / ٦٢٢. وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وذُكر في مشكاة المصابيح ٣ / ١٧٣٥ ، سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤ / ٣٥٦ وقال الألباني : الحديث صحيح. وطرقه كثيرة ذكرناها في كتابنا (مسائل خلافية) ، ص ٩٢ ـ ٩٧ ، فراجعه.