ولعلّه عليهالسلام إنما تعرَّض لإبطال القول ، ولم يتعرَّض لإبطال نسبته إلى القائلين لنوع من المصلحة (١).
* * *
قال الكاتب : فهل يعقلُ أن الله تعالى في هيئة شاب في سن ثلاثين سنة ، وأنه أجوف إلى السرة؟؟ إن هذا الكلام يوافق بالضبط قول اليهود في توراتهم أن الله عبارة عن إنسان كبير الحجم وهذا منصوص عليه في سفر التكوين من توراة اليهود. فهذه آثار يهودية أُدْخِلَتْ إلى التشيع على يد هشام بن الحكم المتسبب والمشترك في مقتل الإمام الكاظم رضي الله عنه ، ويد هشام بن سالم وشيطان الطاق [كذا] والميثمي علي بن إسماعيل صاحب كتاب الإمامة.
ولو نظرنا في كتبنا المعتبرة كالصحاح الثمانية [!!] وغيرها لوجدنا أحاديث هؤلاء في قائمة الصدارة.
وأقول : لقد أوضحنا فيما تقدم ضعف الأحاديث التي ساقها الكاتب ، فكيف يصح الاحتجاج بها على إثبات صحة ما نُسب إلى الهشامين ومؤمن الطاق وغيرهم؟
هذا مضافاً إلى أن مفاد الروايات التي ذكرها الكاتب هو أن بعضهم نسب القول بالتجسيم والصورة وغيرهما إلى هؤلاء الأجلاء ، لا أن تلك الأقوال كانت مروية عنهم وأن نسبتها إليهم ثابتة ، وقد مرَّ بيان ما ينفع في ذلك آنفاً.
والعجيب من الكاتب أنه نسب القول بالتجسيم إلى هؤلاء مع أن تجسيم أهل السنة لا يمكن ردّه وإنكاره ، فإنهم رووا أحاديث صحيحة كثيرة دالَّة على أن الله سبحانه يُرى يوم القيامة كما يرى البدر ليلة تمامه ، وأن له صورة يعرفها به الأنبياء ، وأن له قدماً ووجهاً وعيناً وغير ذلك ، وعليك بمراجعة كتاب التوحيد لابن خزيمة
__________________
(١) مرآة العقول ١ / ٣٤٨.