عن علي بن جعفر الباقر [كذا] أنه قيل للرضا رضي الله عنه :
(ما كان فينا إمام قط حائل اللون ـ أي تغير واسوَد ـ فقال لهم الرضا رضي الله عنه : هو ابني ، قالوا : فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله قد قضى بالقافة ـ مفردها قائف وهو الذي يعرف الآثار والأشباه ويحكم بالنّسب ـ فبيننا وبينك القافة ، قال ابعثوا أنتم إليه ، فأما أنا فلا ، ولا تعلموهم : لِمَ دعوتُهم وَلْتكَونوا في بيوتكم.
فلما جاءوا أقعدونا في البستان ، واصطف عمومته واخوته وأخواته ، وأخذوا الرضا رضي الله عنه ، وألبسوه جبة صوف ، وقلنسوة منها ، ووضعوا على عنقه مسحاة ، وقالوا له : ادخل البستان كأنك تعمل فيه ، ثمّ جاءوا بأبي جعفر رضي الله عنه ، فقالوا : ألحقوا هذا الغلام بأبيه ، فقالوا : ليس له هاهنا أب ، ولكن هذا عم أبيه ، وهذا عمه ، وهذه عمته ، وإن يكن له هاهنا أب فهو صاحب البستان ، فإن قَدَمَيْه وقدميه واحدة ، فلما رجع أبو الحسن قالوا : هذا أبوه) أصول الكافي ١ / ٣٢٢.
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند ، فإن من جملة رواتها زكريا بن يحيى بن النعمان الصيرفي ، وهو مجهول ، لم يثبت توثيقه في كتب الرجال.
وعليه فهذه الرواية ساقطة ، لا يصح الاحتجاج بها في شيء.
على أن في الرواية جهات من الإشكال كثيرة.
قال المحقق الخوئي قدسسره : يرد على الرواية وجوه :
الأول : أنها ضعيفة السند.
الثاني : أنها مخالفة لضرورة المذهب ، فإنها اشتملت على عَرْض أخوات الإمام وعمَّاته على القافة ، وهو حرام لا يصدر من الإمام عليهالسلام. وتوهم أن ذلك من جهة الاضطرار ، وهو يبيح المحظورات ، توهم فاسد ، إذ لم تتوقف معرفة بنوة الجواد للرضا عليهالسلام على إحضار النساء.
الثالث : أن الجماعة الذين بغوا على الرضا عليهالسلام لينفوا بنوة الجواد عليهالسلام عنه لو