الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا) (١) الأنوار الجزائرية ٢ / ٢٧٨ باب نور في حقيقة [كذا] دين الإمامية والعلة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ما تقوله العامة.
وأقول : إن كلام السيِّد نعمة الله الجزائري قدسسره واضح جداً ، فإنه يريد بهذا الكلام لازمه ، وهو نفي خلافة أبي بكر لا أكثر ولا أقل ، فمراده بقوله (إن النبي الذي نصب أبا بكر خليفة لا نعتقد به) هو أنه لا يوجد نبي هكذا حتى نعتقد به ، فالقضية سالبة بانتفاء موضوعها ، فإن نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم لم ينصب أبا بكر خليفة.
وكذلك لا يوجد رب قد أرسل نبيّا كان خليفته أبا بكر حتى نؤمن به ، فإن ربَّنا سبحانه لم يرسل نبيّا هكذا.
وهذا نظير قول من يقول : (إن الشيعة لا يجتمعون مع أهل السنة في رب ولا في نبي ولا في خليفة) ، فإن مراده أن أهل السنة يعتقدون في الله أن له صورة كصورة آدم عليهالسلام ، ويداً ورِجلاً ووجهاً وساقاً وعيناً وأنه في مكان وأن صفاته كصفات الآدميين ، والشيعة لا يعتقدون بأن ربّهم هكذا ، بل هم ينزِّهونه عن كل ذلك.
وأهل السنة يعتقدون في النبي أنه غير معصوم فيما لا يرتبط بالتشريع ، وأنه يسب ويلعن من لا يستحق ، ويخرج إلى الناس وبُقَع المني في ثيابه ، وأنه يبول واقفاً ، ويأكل ما ذُبح على النُّصُب ، وأنه أبدى عورته للناس وأمثال هذه الأمور ، والشيعة ينزِّهونه عن كل ذلك.
ولا يمتنع عند أهل السنة أن يكون خليفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ضعيفاً لا يهتدي إلى الحق إلا أن يُهدى ، أو يجتهد برأيه كيف شاء ، فلا يدري أصاب أم أخطأ ، بل لا غضاضة عندهم في أن يحتاج هذا الخليفة إلى رعيَّته ليقوِّموه إذا أخطأ ، وأن يكون له شيطان يعتريه ويستفزّه ، وغير ذلك.
__________________
(١) للكاتب هنا حاشية ، سيأتي ذكرها وبيان ما فيها.