الفراش الذي تحتنا) بحار الأنوار ٤٠ / ٣.
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند ، لأنها مروية في كتاب الاحتجاج مرسلة عن كتاب سليم بن قيس.
وهي كما سبقها لا تدل على طعن في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإن الكاتب توهَّم أن الفراش كان ضيِّقاً حتى صار أمير المؤمنين عليهالسلام قريباً من عائشة ، مع أن الحديث لا يدل على ذلك ، ويدل على سعة اللحاف أنه من غير المحتمل أن ينام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في فراش وهو ملتصق بجسم عائشة ومعهما رجل آخر.
ومنه يتضح أن اللحاف كان واسعاً ، وأن الفاصلة بين علي عليهالسلام وبين عائشة كانت واسعة ، وترك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي وعائشة على الحال الموصوفة في الحديث لا محذور فيه ولا غضاضة ، فإن أمير المؤمنين عليهالسلام لا يُتَّهم باختلاس سمع ولا نظر ، ولا أحد أحرص منه على رعاية جانب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وصيانة عرضه ، وكل ما يقال بعد هذا فهو من فضول الكلام الذي لا نفع فيه.
على أن أهل السنة قد رووا في كتبهم ما يشبه هذه الحادثة ، فقد أخرج الحاكم النيسابوري في مستدركه وصحَّحه ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة وغيرهما ، بسندهما عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : أرسلني رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غداة باردة ، فأتيته وهو مع بعض نسائه في لحافه ، فأدخلني في اللحاف ، فصرنا ثلاثة.
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي (١).
وأخرج الهيثمي في مجمع الزوائد عن الزبير قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم في ليلة باردة أو في غداة باردة ، فذهبت ثمّ جئت ورسول الله صلىاللهعليهوسلم معه بعض نسائه في لحاف ، فطرح عليَّ طرف ثوبه أو طرف الثوب (٢).
* * *
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٤١٠ ، ط حيدرآباد ٣ / ٣٦٤. كتاب السنة ٢ / ٥٩٧.
(٢) مجمع الزوائد ٩ / ١٥٢. مسند البزار ٣ / ١٨٣.